الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بتوبتك إلى الله تعالى من الزنا، وهو ذنب عظيم، وكبيرة من كبائر الذنوب، رتَّب الله عليه الحد في الدنيا، والعذاب الشديد في الآخرة، وحذر منه أشد التحذير حيث قال: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الإسراء:32}. والنهي عن قربان الزنا يعني اجتناب وسائله.
وقال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: والنهي عن قربانه أبلغ من النهي عن مجرد فعله؛ لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه، فإن "من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه"، خصوصًا هذا الأمر الذي في كثير من النفوس أقوى داع إليه. اهـ.
فالواجب عليك في المستقبل الحذر من كل ما يقودك للوقوع في هذه الفاحشة مرة أخرى من التساهل في التعامل مع النساء والخلوة بهن. ونوصيك بالإقبال على الاستقامة، واتخاذ الوسائل التي تعين على الثبات عليها، وقد ذكرنا بعضها في هذه الفتاوى: 1208، 10800، 12928.
وهذا الطفل لا ينسب إليك، لانه من سفاح، بل ينسب إلى أمه، فهي المسؤولة عنه بالنفقة عليه ورعايته، ويرثها وترثه، ولا مسؤولية عليك شرعا تجاهه.
والله أعلم.