الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يمكن إنزال المطر عن طريق السحر، ولا قدرة للشيطان، ولا لأي كائن على ذلك، وهو عن منعه إذا أنزله الله أشد عجزا. فالله -عز وجل- وحده هو الذي ينشئ السحاب الثقال، ويصرف الرياح، ولا أحد غير الله تعالى يستطيع إنشاء ذلك ولا تصريفه، ومن ثَمَّ ينزل الله وحده الغيث، كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ [الشورى: 28]، وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [لقمان: 34].
قال الطبري في تفسيره: (إنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) التي تقوم فيها القيامة، لا يعلم ذلك أحد غيره (وينزلُ الغيْثَ) من السماء، لا يقدر على ذلك أحد غيره. اهـ.
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحد ما يكون في غد، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، وما يدري أحد متى يجيء المطر. رواه البخاري.
فإن كان مجرد العلم بوقت نزول المطر غيب لا يعلمه إلا الله، فما بالك بالقدرة على إنشاء السحاب، وتصريف الرياح، وإنزال الغيث؟!
والله أعلم.