الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله -تعالى- أن يوفقك لما يحب ويرضى.
وأما ما طلبته من الدلالة على طريقة تمكنك من ربح المال الكثير لتحقيق طموحاتك بجهد قليل، فهذا ليس من شأننا، ولا علاقة له بمجال الفتوى!
وعلى أية حال، فبر الوالدين، وخدمة الدين، وطلب العلم وتعليمه، وغير ذلك من أنواع الفضائل والعبادات: لا يُكلَّف المرء فيها إلا بحسب قدرته وطاقته، فقد قد قال الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:286}، وقال: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا {الطلاق:7}.
قال الألوسي في روح المعاني: أي إلا بقدر ما أعطاها من الطاقة. اهـ.
فانشغل بالممكن، واجتهد في المقدور، ثم أنت بعد ذلك على نيتك مأجور، فالمؤمن نيته أبلغ من عمله.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أثر: نية المؤمن أبلغ من عمله؟
فقال: هذا الكلام قاله غير واحد؛ وبعضهم يذكره مرفوعا، وبيانه من وجوه:
أحدها: أن النية المجردة من العمل يثاب عليها، والعمل المجرد عن النية لا يثاب عليه ....
الثاني: أن من نوى الخير وعمل منه مقدوره، وعجز عن إكماله، كان له أجر عامل ...
الثالث: أن القلب ملك البدن، والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث الملك خبثت جنوده، والنية عمل الملك، بخلاف الأعمال الظاهرة فإنها عمل الجنود ... اهـ.
والله أعلم.