الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأشد الأخطار التي تواجه المسلمين في كل عصر هي بعدهم عن دينهم وركونهم إلى الدنيا وشهواتها إذ بذلك تضعف قوتهم وتذهب هيبتهم وتحل بهم المصائب والنكبات والهزائم وتسلط عليهم الأعداء، قال الله تعالى: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران:165].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم. رواه أبو داود وغيره، وروى أبو داود أيضاً عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ قل بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن، قال: حب الدنيا وكراهية الموت.
فالخطر الأكبر هو ضعف الإيمان والبعد عن الله جل وعلا، وأما حكم الصلاة في المسجد الذي أمامه قبور فقد فصلناه في الفتوى رقم: 29937 فراجعها، وأما المشروع الذي تقدمت به فمشروع طيب ونسأل الله جل وعلا أن يوفق الصالحين لإقامة مثل هذا المشروع ودعمه وننبه إلى أنه ينبغي للمسلمين الاهتمام بالقرآن وعدم إهماله أو تعليق الاهتمام به على حصول مثل هذه المشاريع فقط.
والله أعلم.