الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالابتلاء يكون بالأحكام الشرعية أمرًا ونهيًا، ويكون كذلك بالأحكام القدرية، سواء ما نكره من المصائب والشدائد كالمرض والفقر، أو ما نحب من النعم كالأموال والأولاد، كما قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ{الأنبياء: 35}. وقد سبق لنا بيان ذلك والحكمة منه في الفتاوى: 176801، 69481، 13270، 272722.
وأما القدَر؛ فهو جارٍ على كل شيء، سواء في خاصة الإنسان، أو في ما سماه السائل (العوامل الخارجية والأحداث المؤثرة ... ) قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}. وحقيقة ذلك وكنهه إنما هو سر من أسرار الله تعالى، وجزء من عقيدة الإيمان بالغيب، فلا ينبغي الخوض فيه، ولا البحث عن خفاياه، فإن ذلك فوق مدارك البشر، وراجع في ذلك الفتوى: 436660. للأهمية.
وأما السؤال عن إمكانية أن يُكتب على العبد ما فوق وسعه وقدرته، فإن كان ذلك في ما يتعلق بالقضاء والقدر، فقد سبق جوابه.
وأما ما يتعلق بالتكليف الشرعي، فالأمر كما قال تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:286}، ولذلك اتفق الفقهاء على أن الاستطاعة هي شرط للتكليف، وراجع في ذلك الفتوى: 290143.
والله أعلم.