الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم شيئًا في الشرع في خصوص وجود إضاءة في غرفة النوم، لا للرجال، ولا للنساء!
وإنما جاء في السنة الأمر لعموم المسلمين -رجالهم، ونسائهم-، على سبيل الإرشاد والندب بإطفاء المصابيح والسرج عند الرقاد؛ خشية أن تعبث بها الفأرة، أو غيرها؛ فتؤدّي إلى احتراق البيت، ففي الصحيحين، واللفظ للبخاري، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، رفعه، قال: خمّروا الآنية، وأوكوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب، واكفتوا صبيانكم عند العشاء؛ فإن للجن انتشارًا، وخطفة، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد؛ فإن الفويسقة ربما اجترّت الفتيلة؛ فأحرقت أهل البيت.
وفي سنن أبي داود، عن ابن عباس قال: جاءت فأرة، فأخذت تجرّ الفتيلة، فجاءت بها، فألقتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخمرة التي كان قاعدًا عليها، فأحرقت منها مثل موضع درهم، فقال: إذا نمتم فأطفئوا سرجكم؛ فإن الشيطان يدلّ مثل هذه على هذا فتحرقكم. وأخرجه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط الشيخين. اهـ.
وأما المصابيح الكهربائية، ونحوها: فلا يشملها هذا الأمر؛ لأن العلة -وهي خشية إحراق البيت- منتفية فيها، جاء في شرح النووي على مسلم: وأما القناديل المعلقة في المساجد، وغيرها، فإن خيف حريق بسببها، دخلت في الأمر بالإطفاء، وإن أمن ذلك -كما هو الغالب-؛ فالظاهر أنه لا بأس بها؛ لانتفاء العلة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علّل الأمر بالإطفاء في الحديث السابق بأن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم، فإذا انتفت العلة، زال المنع. اهـ.
وانظري الفتويين: 126335، 225883.
والله أعلم.