الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن السحر والمس ونحوهما، قد يكون له تأثير على المريض، ويدفعه إلى بعض الأفعال من غير اختيار منه، ولا شك في أنه في هذه الحالة لا يؤاخذ بذلك؛ لقوله سبحانه: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب:5}.
وقد يفعل المريض ما يفعل وهو في حالة وعي واختيار؛ فيكون في هذه الحالة مؤاخذًا بأفعاله، ويأثم بما يأتي من ذنوبٍ، ومعاصٍ.
وادِّعاء عدم الوعي والاختيار قد لا يقبل من كل أحد، ولا في كل حال من الأحوال، وراجع الفتوى: 62452.
وعلى أي حال؛ فعلى افتراض أن تلك الأفعال قد وقعت منها بوعيٍ، واختيار؛ فإن كانت قد ندمت على ما حدث منها، فقد أحسنَتْ بذلك، وعليها أن تجعل من هذا الندم توبة مستوفية الشروط، وهذه الشروط مبينة في الفتوى: 5450.
فإن تابت، واستقام أمرها؛ فأمسكها، وأحسِنْ عشرتها؛ لتحافظ على كيان الأسرة متماسكًا، واعملا على وضع الأسس التي تعين على استقرار الأسرة، وما يجنبكما أسباب الخصام، وحلّ ما قد يطرأ من المشكلات بتروٍّ، وحكمة.
وانظر إلى ما قد يترتب على الطلاق من مفاسد تتعلق بالأبناء، فإن أظهرَتْ ندمًا، وحسنَ إقبال، وتوبة، واستقام أمرها؛ فلا ينبغي الطلاق.
وقد أحسنْتَ في سترك عليها، وفي الحديث: ومن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة. متفق عليه.
والله أعلم.