الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم نقف فيما اطلعنا عليه من دواوين السنة وكتب العلم على أن الميت يُخْبَر باسم من دعا له.
وقد جاء نص غير صريح في هذا، وهو ما رواه أحمد، وابن ماجه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: أَنَّى هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ. اهــ
وإنما قلنا إن هذا غير صريح لأمرين:
أولهما: أنه يحتمل أن يكون هذا الإخبار يوم القيامة، وليس في البرزخ، فقد جاء في رواية الطبراني للحديث: يَتْبَعُ الرَّجُلَ مِنَ الْحَسَنَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالُ الْجِبَالِ، فَيَقُولُ: أَنَّى هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ.
ثانيهما: أنه ليس في الحديث تسمية اسم الولد الدعاء، أو المستغفر، وإنما فيه: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ، فيحتمل أن يسمى له اسمه، فيقال ولدك فلان، ويحتمل أنه يُكتفى بأنه من دعاء ولد له دون ذكر اسمه.
وجاء في حديث ضعيف رواه الطبراني في المعجم الأوسط: مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَمُوتُ مِنْهُمْ مَيِّتٌ، فَيَتَصَدَّقُونَ عَنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، إِلَّا أَهْدَاهَا إِلَيْهِ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- عَلَى طَبَقٍ مِنْ نُورٍ، ثُمَّ يَقِفُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، فَيَقُولُ: يَا صَاحِبَ الْقَبْرِ الْعَمِيقِ، هَذِهِ هَدِيَّةٌ أَهْدَاهَا إِلَيْكَ أَهْلُكَ، فَاقْبَلْهَا، فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ، فَيَفُرَحُ بِهَا، وَيَسْتَبْشِرُ، وَيَحْزَنُ جِيرَانُهُ الَّذِينَ لَا يُهْدَى إِلَيْهِمْ بِشَيْءٍ.
والحديث قال عنه الألباني في السلسلة الضعيفة "موضوع"، وهو مع ضعفه ليس فيه تصريح بتسمية اسم المتصدق عن الميت.
والله أعلم.