الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء، وباب التوبة مفتوح، ولا يغلق دون العبد إلا عند الاحتضار، ومن تاب في وقت الإمكان تاب الله عليه، فإنه يقول سبحانه: قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وفي الحديث القدسي: يا ابن آدم؛ إنك ما دعوتني، ورجوتني؛ غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم؛ إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا؛ لأتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
قال الإمام ابن رجب الحنبلي: وقوله: (إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي) يعني: على كثرة ذنوبك وخطاياك، ولا يتعاظمني ذلك، ولا أستكثره. انتهى.
فاجتهد في تحقيق التوبة ما دمت حيا، فإنك في زمن الإمكان، ولا تؤخرها إلى الشفاء من المرض، أو الخروج من المشفى، فالتوبة لا تؤخر، واحمد الله أن وفقك إليها قبل الممات.
والله أعلم.