الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلنبدأ بما ذكرت من تجسسك على هاتف زوجك، فهذا منك منكر عظيم، فالتجسس محرم، وجاء الشرع بالنهي عنه، كما بينا في الفتوى: 60127.
وإن صح أنه يكلم امرأة أجنبية، وأنه تكلم عنك عندها بسوء، وافترى عليك كذبا، فهو على خطر عظيم، ويزداد السوء بما ذكرت من كلامه معها على أسرار الفراش.
ولا يجب على المرأة خدمة أهل زوجها، كما سبق وأن بينا في الفتوى: 33290.
فإن كنت تقومين بخدمة أهله على نحو ما ذكرت، فهذا معروف ينبغي أن يشكرك عليه، وجميل ينبغي أن يحفظه لك، لا أن ينكر هذا المعروف، بل ويبوح بهذا الإنكار لهذه المرأة، وعلى كل فمن حقك الامتناع عن خدمتهم، وليس لزوجك إلزامك بذلك.
لكن نوصيك بالصبر عليه، فعاقبة الصبر خير في الدنيا والآخرة، كما بينا في الفتوى: 18103.
واعملي على مناصحته برفق ولين، وتذكيره بالله تعالى، وأنه يجب عليه أن يتوب من تلك المنكرات، وأكثري من الدعاء له بخير فلعل الله سبحانه يجعلك سببا لصلاحه.
فإن صلح حاله، فالحمد لله، وإلا فللمرأة الحق في طلب الطلاق من زوجها إذا كانت متضررة منه، ولكن الطلاق قد لا يكون الأصلح دائما وخاصة إذا رزق الزوجان الأولاد، فيكون الصبر والاستمرار في النصح هو الأفضل.
وإن شئت أن لا تسامحيه فيما بدر منه تجاهك من تقصير فلك ذلك، ولكن العفو أفضل، وله ثمراته العظيمة في الدنيا والآخرة. وراجعي الفتوى: 27841.
وبخصوص ما ذكرت من كونه يريد السفر، فهذا من حقه، وفي المقابل من حقك عليه أن لا يغيب عنك أكثر من ستة أشهر إلا برضاك، كما هو مبين في الفتوى: 418687.
بقي أن نعلق على ما وصفت من الحال بينك وبين أهله وخاصة أمه، فالمشاكل بين الزوجة وأهل زوجها مما يحدث كثيرا، ولو استشعر الجميع عظم هذه العلاقة وما جاء به الشرع من حسن التعامل بين الأصهار، لانتشرت الألفة والمودة بينهم، وأمكن تجاوز كل مشكلة يمكن أن تحدث، ونوصي بتوسيط أهل الخير ليسعوا بالإصلاح، وراجعي الفتوى: 113799.
وننبهك إلى أن ما حدث من زوجك لا يسوغ لك الامتناع عن إجابته إذا دعاك للفراش، وراجعي الفتوى: 413947.
والله أعلم.