الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن كثيرا من مظاهر التدين أصبحت غريبة في هذا العصر، ورجوع الدين غريبا كما بدأ، قد أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه بشَّرَ الغرباءَ، وحضَّ على التمسك بالدين وأحكامه في زمن الغربة، وقد سبق لنا ذكر بعض الإرشادات الهادية لمن وقع في هذه الغربة، وذلك في الفتوى: 133251.
وغض البصر وإن كان شاقا مع وجود الاختلاط المشين، إلا إنه يسير على من يسره الله عليه.
فدع عنك لوم الناس، وراقب ربك -سبحانه- واحرص على إرضائه وإن سخط الناس، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أرضى الله بسخط الناس، كفاه الله الناس. ومن أسخط الله برضى الناس، وكله الله إلى الناس. وفي رواية: من التمس رضى الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى الناس عنه. ومن التمس رضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس. رواه الترمذي وابن حبان وأبو نعيم، وصححه الألباني.
والأصل في النظر إلى النساء الأجنبيات هو المنع، وغض البصر عنهن واجب ولو بدون شهوة، ويستثنى من ذلك حالات الضرورات أو الحاجات المعتبرة، كالكشف الطبي مثلا، وإن أردت فراجع تفصيل ذلك في الفتاوى: 180127، 136860، 158031.
ومن جملة ما يسثنى: نظرة الفجأة الأولى دون ما بعدها من النظرات، وراجع في ذلك الفتوى: 26644.
ولمزيد الفائدة، يمكن الاطلاع على الفتويين: 249847، 266074.
وإن أردت الوقوف على ثمرات وفوائد غض البصر، وما يعين على ضبطه، فراجع الفتاوى: 78760، 18768، 116151،70444.
والله أعلم.