الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أعظم مقاصد الشرع في الزواج تحقيق السكن والاستقرار النفسي لكل من الزوجين، قال تعالى: [وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً] (الروم: 21).
وإن من أهم ما يحقق هذا المقصد معرفة كل من الزوجين ما له من حقوق، وما عليه من واجبات، والتعامل بينهما وفقا لذلك، وإن وقع نوع من التقصير من أي منهما، فينبغي طلب حله في إطار الشرع، واعلمي –أختي السائلة- أن الشرع قد عظم حق الزوج، بل هو مقدم على حق الوالدين عند التعارض، وقد سبقت لنا فتوى بهذا الخصوص بالرقم: 9218، ولكن بما أن لديك رغبة في الذهاب لوالديك، فينبغي التفاهم مع الزوج بهذا الخصوص، ولعل من حسن العشرة أن يتفهم الزوج هذا الأمر ويأذن لك ما دام ذلك لا يترتب عليه تفريط في حقه.
وأما الطلاق فلا ينبغي التسرع إليه، بل إنه كما قيل: آخر العلاج الكي، وننصحك بالتفاهم مع زوجك، والاستعانة في ذلك بمن ترجين أن يكون لقوله تأثير عليه.
ثم إنه لو قدر وقوع الطلاق، فلا شك أن للمطلقة حقوقا وعليها واجبات، وقد سبق أن بينا حقوق المطلقة وواجباتها في الفتوى رقم: 9746، والفتوى رقم: 6922.