الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالآية المشار إليها هي قوله تعالى: [إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً] (ص: 23).
قال الإمام البيضاوي في تفسير هذه الآية: إن هذا أخي" بالدين أو بالصحبة. "له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة": هي الأنثى من الضأن، وقد يكنى بها عن المرأة، والكناية والتمثيل فيما يساق للتعريض أبلغ في المقصود، وقرئ: "تَسع وتسعون" بفتح التاء، ونِعجة بكسر النون، وقرأ حفص بفتح ياء "لي نعجة". "فقال أكفلنيها": ملكنيها، وحقيقته اجعلني أكفلها كما أكفل ما تحت يدي، وقيل اجعلها كفلي أي نصيبي، "وعزني في الخطاب" وغلبني في مخاطبته إياي محاجة بأن جاء بحجاج لم أقدر على رده، أو في مغالبته إياي في الخطبة يقال: خطبت المرأة وخطبها هو فخاطبني خطابا حيث زوجها دوني، وقرئ "وعازني" أي غالبني" "وعزني" على تخفيف غريب. اهـ.
ويمكنك الرجوع إلى أي تفسير من التفاسير المعتبرة، كتفسير الإمام الطبري والقرطبي وابن كثير، وغيرهم لمعرفة تفسير هذه الآية وغيرها، وننبه إلى أن ما يذكر في تفسير هذه الآية والتي تليها من أمر لا يليق بالأنبياء لا يجوز اعتقاده.
قال العلامة الشنقيطي في "أضواء البيان": واعلم أن ما يذكره كثير من المفسرين في تفسير هذه الآية الكريمة مما لا يليق بمنصب داود -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام-، كله راجع إلى الإسرائيليات، فلا ثقة به، ولا معول عليه، وما جاء منه مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يصح منه شيء. اهـ.
وقال الإمام ابن العربي في "أحكام القرآن": والذي أوقع الناس في ذلك رواية المفسرين وأهل التقصير من المسلمين في قصص الأنبياء مصائب لا قدر عند الله لمن اعتقدها. اهـ.
ولم نقف على سبب نزول هذه الآية.
والله أعلم.