الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فوضع المرأة المنتقبة صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إن كانت بعيدة عن اطّلاع الرجال الأجانب؛ فلا حرج فيها.
وأمّا إذا كانت عرضة لاطّلاع الرجال الأجانب؛ فالأحوط تركه، ولا سيما إذا كان على العيون ما يلفت الانتباه من الزينة -كالكحل-؛ فيتأكّد المنع، وراجع الفتوى: 396334.
وقد سبق أن بينا في الفتوى: 158427 خلاف أهل العلم في جواز خروج المرأة مكتحلة العينين، لكن إذا كان فيه فتنة؛ فلا ينبغي التردد في المنع منه، قال الشيخ عطية صقر -رحمه الله- من علماء الأزهر: غير أني أنبّه إلى أن الكحل إذا كان زينة معفوًّا عن إبدائها؛ فالمراد به ما لا يكون مبالغًا فيه يلفت النظر، وما لا يقصد به الفتنة؛ لأن الكحل العادي قد تكون العين في غير حاجة إليه إذا كانت جميلة بالطبيعة بما يعرف باسم "الكَحَل".
أما ما يزيد على ذلك مما يتفنن فيه نساء العصر، فإن المقصود منه غالبًا ليس تحسين العين لذات التحسين، بل الفتنة والإعجاب بما استحدث من أصباغ ذات ظلال وألوان خاصة للجفون، وما يتبعها من أهداب صناعية، وغيرها.
وكل هذا لا يقرّ الإسلام أن يطّلع عليه الرجال الأجانب. انتهى.
فنرجو أن تطلع خطيبتك على الفتاوى التي أشرنا إليها، وغيرها من كلام أهل العلم في هذه المسائل.
ونصيحتنا لك: ألا تترك هذه الفتاة ما دمت ترى فيها صلاحًا، وخُلُقًا حسنًا؛ فالكمال عزيز، والعاقل يوازن بين الحسنات والسيئات، ويعوّل على الغالب، ويتغاضى عن الهفوات.
وأمّا إن بدا لك أنّها لا تلائمك؛ فلا حرج عليك في تركها.
والله أعلم.