الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تبين لنا من خلال أسئلتك السابقة أن لديك بعض الوساوس، نسأل الله -تعالى- أن يعافيك منها، وننصحك بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها. فإن ذلك علاج نافع لها.
ثم إن الواجب على من يشاهد الصور المحرمة، سواء تعلق الأمر بالتلفاز، أو غيره، أن يبادر بالتوبة إلى الله -تعالى- ومن تمام توبته الإقلاع فورا عما يشاهده من منكرات، فإن أضرارها كبيرة على العبد في دينه، ودنياه. وراجع الفتويين: 3605، 440863.
أما تصفح الفيسبوك، أو نحوه أثناء مشاهدة الصور المحرمة، مع احتمال ظهور اسم الله -تعالى-، أو آيات قرآنية، فلا مانع منه، بشرط ألا يشتمل الفيسبوك، أو نحوه على مخالفات شرعية، وهذا الضابط ينطبق على مشاهدة وسائل التواصل الاجتماعي في أي وقت. وراجع الفتوى: 199691
وبخصوص ذكر الله -تعالى- بالقلب دون التلفظ به، فإنه لا يعتبر ذكرا، ولأجل ذلك يباح للشخص الجنب قراءة القرآن بقلبه.
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: اتفقوا على أن الجنب لو تدبر القرآن بقلبه من غير حركة لسانه، لا يكون قارئا مرتكبا لقراءة الجنب. اهـ.
وفي شرح ابن بطال لصحيح البخاري: وقال عكرمة: لا يذكر الله في الخلاء بلسانه، ولكن بقلبه. اهـ.
وعليه؛ فإن ذكر الله -تعالى- بالقلب أثناء مشاهدة بعض المحرمات غير ممنوع، وإنما الممنوع هو مشاهدة تلك المحرمات.
والله أعلم.