الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلِكُلٍّ من طفلِك الرضيع، ووالدتِك ووالدك، وزوجك، حقٌّ عليك، وإذا كان المستشفى يقومون برعاية الوالدة فيما تحتاجه من شؤونها الشخصية كتغيير الملابس، وإدخالها الخلاء ونحو ذلك -كما هو شأن المستشفيات- ولا يوجد من يقوم برعاية طفلك بإرضاعه، والقيام بشؤونه لو تركتِه في البيت، ومنعك زوجك من الإقامة في المستشفى مع والدتك. فنرجو أن لا إثم عليك في عدم البقاء معها.
أولا: لأن في ترك الطفل بدون رعاية إضرارا به، بينما ليس في ترك الوالدة في المستشفى إضرار بها على تلك الحال.
وثانيا: مراعاة للقول بأن المرأة لا تخرج بدون إذن زوجها إلى زيارة والديها وتمريضهما، كما بيناه في الفتوى: 120014 وأحرى لو منعها.
فنرجو أن لا إثم عليك في عدم البقاء في المستشفى، مع الحرص التام على الإكثار من زيارتها متى أمكنك ذلك.
ونوصي زوجك بأن يعينك على بر أمك ومرافقتها ما أمكن، فإنه يستحب للزوج أن يأذن لزوجته في زيارة والديها، وتمريض من مَرِضَ منهم، كما نص عليه الفقهاء.
قال في كشاف القناع: فَإِنْ مَرَض بَعْضُ مَحَارِمِهَا كَأَبَوَيْهَا وَإِخْوَتِهَا، أَوْ مَاتَ بَعْضُ مَحَارِمهَا ...اُسْتُحِبَّ لَهُ، أَيْ الزَّوْجِ، أَنْ يَأْذَنَ لَهَا فِي الْخُرُوجِ إلَيْهِ، أَيْ إلَى تَمْرِيضِهِ أَوْ عِيَادَتِهَا، أَوْ شُهُودِ جِنَازَتِهِ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ صِلَةِ الرَّحِم. اهـ.
وقد رجحنا في بعض فتاوانا كالفتوى: 117262 أنه ليس له أن يمنعها من زيارة والديها، وأنه لو منعها من الزيارة فلها عصيانه، ولا تعتبر ناشزا بذلك.
والله أعلم.