الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ارتكبت ذنبًا عظيمًا وهو الحلف الكاذب، مع التغليظ بالمصحف، وكان يمكنك التخلص من هذا الأمر، وخوف الفضيحة بأن تُعَرِّضي في كلامك، ففي المعاريض مندوحة عن الكذب.
وتعمُّد الحلف بالله تعالى كذبًا يُعد من كبائر الذنوب، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: الكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ. رواه البخاري.
واليمين الغموس هي أن يحلف الشخص على أمر، وهو يعلم أنه كاذب فيه، وسميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في النار، أو في الإثم.
وكفارة اليمين الغموس -عند أكثر أهل العلم- هي التوبة النصوح إلى الله تعالى، وذهب بعضهم إلى أن فيها مع التوبة كفارة يمين. وانظري الفتوى: 50626.
هذا، والواجب عليك أن تبرِّي يمينك الأخرى، وتردي المال لأمك ما دمت مستطيعة لذلك.
وانظري شروط التوبة النصوح في الفتوى: 5450.
والله أعلم.