الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنتما بالتوبة إلى الله تعالى من هذا الذنب العظيم الذي حذّر الله عزّ وجلّ منه في كتابه، فقال: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الإسراء:32}، وهذا النهي عن قربان الزنى يعني اجتناب وسائله، قال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: والنهي عن قربانه أبلغ من النهي عن مجرد فعله؛ لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدّماته، ودواعيه؛ فإن "من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه"، خصوصًا هذا الأمر الذي في كثير من النفوس أقوى داعٍ إليه. اهـ.
فالواجب الحذر من التساهل في التعامل بينكما في المستقبل، ونسأل الله تعالى أن يقبل توبتكما، ويرزقكما الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى.
وإذا أمكنك الزواج منها لتُحسِن إليها، وتُعِفَّها، لكان أمرًا حسنًا.
وإن لم يكن ذلك ممكنًا -كما ذكرت-، فأمسِكْ عليك زوجتك، واجتهد في سبيل إتمام الزواج، وادعُ لهذه الفتاة أن ييسر الله عزّ وجلّ لها الزوج الصالح.
والله أعلم.