الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فبر الوالدين من واجبات الشريعة، ونذره من قبيل نذر الواجب، وهو غير منعقد عند الجمهور، وانظري الفتوى: 125080.
وأما نذرك أن تعيشي معهما لخدمتهما؛ فهو من نذر المستحب فيما يظهر، فيكون منعقدا.
وعليه؛ فنذرك بر والديك غير منعقد، ولا يلزمك به شيء، وإنما عليك أن تبري والديك قدر الطاقة محتسبة رضا الله تعالى في ذلك.
وأما إن كان نذرك متعلقا بفعل مستحب؛ كخدمتهما غير الواجبة عليك، وذلك حال كونها غير محتاجين للخدمة، فإنه ينعقد ويجب عليك الوفاء به، ثم إن كانا مطلقين حال النذر، فمن الذي يقطع به أنك لم تقصدي العيش مع كليهما، إذ هذا محال لكونهما يعيشان في شقتين.
وعليه؛ فالواجب عليك أن تخدمي من تعيشين معه، وتحسني إليه قدر الطاقة، وتبري الآخر بما أمكن من أنواع البر؛ كالاتصال ونحوه؛ لأن هذا هو ما يظهر لنا أنك نويته، إذ لا يمكن نية غيره، كما هو واضح.
وننبه إلى أن النذر المعلق على شرط قد كرهه جمع من أهل العلم، وانظري الفتوى: 106240.
والله أعلم.