الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن محاسبة النفس أمر مشروع ويدل لذلك ما في الحديث: الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت. رواه الترمذي والحاكم والبيهقي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وتعقب بأن في سنده مقالاً، قال الترمذي: ومعنى قوله" دان نفسه" يقول: حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامة، ويروى عن عمر بن الخطاب قال: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وتزينوا للعرض الأكبر، وإنه يخف الحساب يوم القيامة على من حاسب نفسه في الدنيا.
ويروى عن ميمون بن مهران قال: لا يكون العبد تقيا حتى يحاسب نفسه كما يحاسب شريكه من أين مطعمه وملبسه؟.
وقد روى ابن أبي شيبة في المصنف، والبيهقي في الشعب عن مسروق أنه قال: المرء حقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنوبه فيستغفر الله فيها.
هذا من ناحية الحث على محاسبة النفس عموماً، وأما طريقة الجدولة فإنما هي وسيلة لتحقيق المحاسبة ولا تعتبر بدعة لأنها مجرد وسيلة.
والله أعلم.