الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة لا تزال خطيبتك حقيقة، بمعنى أنك لم تعقد عليها بعد، فهي تعتبر أجنبية عنك، وعليك التعامل معها وفق ذلك، وليس لك الحديث، والتواصل معها بدون حاجة معتبرة؛ فضلا عن تتبع خصوصياتها، والاطلاع على محادثاتها ونحو ذلك.
وأما إجابتها على تلك العبارة التي صدرت من الزبون بما يشعر برضاها بقوله؛ فذلك لا ينبغي، ولكن بما أن هذا قد حصل مرة واحدة، وليس من عادتها التبسط في الحديث مع الرجال، فلا تقف عند هذه الكلمة، وتجنب مثل هذه الهواجس التي قد تعظم، وتصبح وساوس، يترتب عليها ما لا تحمد عقباه.
ويكفيك أن تنظر في أمر هذه الفتاة؛ فإذا كانت مستقيمة، ومعروف عنها سلامة دينها، وحسن خلقها؛ فلا تفسخ خطبتها.
ويمكنك أن تشترط عليها قبل العقد أن تترك هذا العمل، وإن وافقت عليه، وجب عليها الوفاء بذلك.
وانظر الفتوى: 1357.
وإن تبين لك أن هنالك خَلَلًا في دينها، أو خلقها، فالأولى بك فسخ الخطوبة، ففسخها جائز، وخاصة إن دعت إليه حاجة.
قال ابن قدامة في المغني: ولا يكره لها -أيضا- الرجوع إذا كرهت الخاطب؛ لأنه عقد عمر يدوم الضرر فيه، فكان لها الاحتياط لنفسها، والنظر في حظها. انتهى.
والرجل مثلها له الاحتياط لنفسه، وفسخ الخطبة للمعنى المذكور.
والله أعلم.