الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله -تعالى- أن ييسر لك كل أمر عسير، وأن يعينك على ذكره، وشكره، وحسن عبادته.
وما تفعليه من تأخير صلاة الظهر إلى آخر وقتها المختار -أي قبل دخول وقت العصر- لا حرج فيه.
وأما الوضوء بالماء البارد لعدم وجود الماء الدافئ؛ فهو مما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات، كما جاء في الموطأ، وصحيح مسلم أن رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ. فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ. ثَلَاثًا.
وأما غسل القدمين في الحمام، أو في مكان غير طاهر، فلا حرج فيه إذا تحفَّظ المتوضئ من النجاسة.
والوضوء في مكان طاهر من فضائل الوضوء، وليس من واجباته.
قال خليل في المختصر: وَفَضَائِلُهُ مَوْضِعٌ طَاهِرٌ.. اهـ.
وتنتفي كراهة الوضوء في المكان النجس عند الحاجة، وأحرى عند الضرورة.
قال بعض العلماء :
وكل ممنوع فللضرورةِ يباح، والمكروهُ عند الحاجةِ
ولذلك فإن وضوءكِ صحيح -إن شاء الله تعالى-.
وراجعي الفتوى: 106807.
والله أعلم.