الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فتحصيل المال الذي يكفي للحج ليس واجبًا، لأن ما لا يتم الوجوب إلا به ليس بواجب -كما هو مقرر في الأصول-. وانظري الفتوى: 130727.
وعليه؛ فلست بآثمة لعدم ذهابك للحج، ما دمت لا تملكين نفقاته في الحال، ولا يلزمك ادخار هذا المبلغ الذي عندك رجاء أن تجدي في المستقبل ما تكملين به نفقات الحج، لما ذكرناه آنفا من أن السعي لتحصيل المال للحج غير واجب، لذلك لا حرج عليك في إنفاق هذا المال الذي عندك الآن على العمرة، فإن تكرار العمرة فعل حسن، وزيادة في الطاعة، فليحرص المرء على ذلك متى توفرت شروطه، وتيسرت وسائله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. رواه البخاري.
وقال أيضا: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد. رواه أحمد، والنسائي. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى: 111387.
والله أعلم.