الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن مثل هذه المجموعات -وإن كان القصد منها حسنا-، إلا أنها قد تجر إلى بعض المحاذير: كفتح أبواب الرياء والسمعة، والتزين للناس، وطلب المكانة عندهم بالمجاهرة بالعمل الصالح من ذكر، أو غيره.
ومعلوم أن الأصل في نوافل العبادات هو إخفاؤها، وكتمانها قدر المستطاع؛ فذلك أدنى إلى الإخلاص، وأبعد عن الرياء والسمعة.
وكذلك ترتيب بعض المكافآت على العمل الصالح؛ كمثل ما ذكرته في سؤالك، ومثل هذا -وإن لم يكن مفسدا للعمل الصالح-، إلا أنه ينافي كمال الإخلاص، وتمام تجريد النية ابتغاء وجه الله وحده.
فأعلى درجات الإخلاص ألا يرجو المسلم بعمله شيئا سوى مرضاة الله.
ومن المحاذير: تفنن القائمين على المجموعات واجتهادهم بلا ضوابط في اختراع ترتيبات وأوضاع تختص بها مجموعاتهم، وربما تؤدي في كثير من الأحيان إلى الوقوع في الابتداع والإحداث في الدين؛ كتقييد الأذكار المطلقة بأعداد وأزمان معينة، ونحو ذلك.
فالذي ننصح به: عدم إنشاء مثل هذه المجموعات، وعدم الاشتراك فيها درءًا لهذه المفاسد وغيرها، والاستغناء عنها بالمجموعات التي تحث على الإكثار من الأعمال الصالحة التي رغب فيها الشرع، مع بيان ما رتب عليها من أجور وفضائل.
فهي في الحقيقة كافية لتحفيز المؤمن، ولفت انتباهه لها، وراجع الفتاوى: 278260، 132182، 231154، 190495.
والله أعلم.