الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن التزام قراءة ما ذكرت، والمداومة عليه في بداية الحصة، يخشى عليه أن يندرج في البدع التي يسميها أهل العلم البدع الإضافية، ولا سيما إذا انضاف لذلك قراءة الطلاب لها قراءة جماعية، بصوت واحد.
والمراد بها أن يكون العمل مشروعًا في الأصل، ولكن تضاف إليه طريقة محدثة، كالالتزام بعدد، أو طريقة عملية، أو وقت محدد.
قال الشاطبي -رحمه الله- في تعريف البدعة:
ومنها: البدع الإضافية...
وَمِنْهَا: الْتِزَامُ الْكَيْفِيَّاتِ، وَالْهَيْئَاتِ الْمُعَيَّنَةِ، كَالذِّكْرِ بِهَيْئَةِ الِاجْتِمَاعِ عَلَى صَوْتٍ وَاحِدٍ، وَاتِّخَاذُ يَوْمِ وِلَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِيدًا، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.
وَمِنْهَا: الْتِزَامُ الْعِبَادَاتِ الْمُعَيَّنَةِ فِي أَوْقَاتٍ مُعَيَّنَةٍ، لَمْ يُوجَدْ لَهَا ذَلِكَ التَّعْيِينُ فِي الشَّرِيعَةِ.... اهـ.
ولكنه إذا أراد المدرس تعويد الطلاب على قراءة المعوذات كل صباح من باب التعوذ، فلا حرج، لورود الدليل بذلك، فقد روى أبو داود، واللفظ له، والترمذي، وقال: حسن صحيح غريب، والنسائي، عن عبد الله بن خبيب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قل، قلت يا رسول الله ما أقول؟ قال: قل هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي، وحين تصبح ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء.
وفي سنن الترمذي وغيره، عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: من قرأ حم المؤمن، إلى: إِلَيْهِ الْمَصِيرُـ وآية الكرسي، حين يصبح، حفظ بهما حتى يمسي، ومن قرأهما حين يمسي، حفظ بهما حتى يصبح.
والله أعلم.