الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فصلاة التراويح في المساجد من السنن التي شرعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنفسه، ثم ترك المواظبة عليها خشية أن تفرض على المسلمين، فعَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي المَسْجِدِ، فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُم،ْ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ. متفق عليه.
وفي حديث آخر: كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُرغِّبُ في قيامِ رمضانَ من غير أنْ يأمرَهم فيه بعزيمةٍ، فيقولُ: مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِه. متفق عليه.
وما دامت التراويح غير واجبة، فلا تأثم إذا تركت أداءها في المسجد بسبب العمل، ويستحب لمن فاتته في جماعة المسجد أن يصليها في جماعة أخرى، أو لوحده، ولا ينبغي للمسلم أن يُفَرِّط فيها في هذا الشهر الفضيل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن قامَ رمضان إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. متفق عليه.
والله أعلم.