الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إضافة صفة الخلق إلى البشر إضافة نسبية لا مانع منها، لأن صفة الخلق بالنسبة لله تعالى مطلقة، وبالنسبة للخلق قاصرة، وقد أثبت الله تعالى ذلك حينما قال: [إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً] (العنكبوت: 17).
وقد ذكر المفسرون فيما ذكروا أن معنى الإفك هنا الأصنام، فعن قتادة:
[وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً] أي تعبدون أصناما. اهـ. رواه ابن جرير.
ولأن الخلق له معنى عام وهو الاختراع والإبداع، قال القرطبي: وفي أصل الخلق وجهان: أحدهما: التقدير...
الثاني: الإنشاء والاختراع والإبداع.اهـ.
وقال القرطبي أيضا: قال الحسن: معنى تخلقون: تنحتون، فالمعنى: إنما تعبدون أوثانا وأنتم تصنعونها. اهـ.
وما قلناه في صيغة الخلق يُقال في كلمة تعظيم، لأن التعظيم يكون نسبيا بحسب المعظم، فتعظيم الله مطلق، وتعظيم المخلوقات مقيد، ولعل المقصود بتعظيم الأرباح هنا تكثيرها.
والله أعلم.