الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله -تعالى- أن يغفر لك، ويتوب عليك، ويرزقك الهداية إلى الطريق القويم، ويجعلك من ورثة جنات النعيم.
وما دمت تشعر بتأنيب الضمير، وحاجتك إلى التوبة والمغفرة؛ فأبشر فإنك على خير، وجزاك الله خيرا على حرصك على الصلاة والصوم، وقراءة القرآن.
أما مشاهدة الأفلام الإباحية فإنها منكر، وكذلك ممارسة العادة السرية، وسبق أن بينا ذلك في الفتويين: 341746، 7170. وفضله -سبحانه- عظيم، ومغفرته واسعة، قال تعالى: قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}. وروى أحمد والترمذي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.
فأقبل على التوبة، وأحسن الظن بربك، فهو عند ظن عبده به، ولا تيأس، فإنه لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الخاسرون. ومن تاب توبة صادقة، لا يعاقبه الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ونحن حقيقة قولنا أن التائب لا يعذب لا في الدنيا، ولا في الآخرة، لا شرعا ولا قدرا. انتهى.
ولمعرفة ما يعينك على سلوك طريق الاستقامة، وتجنب سبل الغواية، انظر الفتاوى: 10800، 1208، 12928.
ونضيف هنا أن الصلاة ينبغي أن تكون زاجرة عن فعل المنكرات، قال تعالى: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ {العنكبوت:45}.
وبخصوص فعلك هذه المنكرات في الماضي، وما ذكرت من جهلك بحكمها، فإن كنت جاهلًا بحكمها، فإنك لا تأثم إذا كنت ممن يعذر بالجهل، وقد ذكرنا ضابط العذر بالجهل، وأنه يختلف باختلاف الأحوال والمسائل، كما هو مبين في الفتوى: 19084.
والله أعلم.