الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما شعرتِ به تجاه هذا الخاطب قد لا يعني أن في زواجه منك خيرًا لك، ونحو ذلك.
وإن كان صاحب دين وخلق، فلا بأس بأن تعرضي نفسك عليه مرة أخرى -إن رجوت أن يرغب في الزواج منك-.
وراجعي بشأن ذلك الفتويين: 9990، 65295.
فإن ارتضى ذلك وتقدم لخطبتك، فاستخيري الله -تعالى- فيه.
وحقيقة الاستخارة أنها تفويض المستخير أمره إلى ربه؛ ليختار له الأصلح؛ لكمال قدرته وعلمه بعواقب الأمور.
وكيفية الاستخارة مضمنة في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذا هَمَّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري -أو قال: عاجل أمري وآجله-؛ فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه. وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري - أو قال في عاجل أمري وآجله-؛ فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني. قال: ويسمي حاجته.
وإن كان في هذا الزواج خير لك؛ يسره الله، ووفقك إلى تمامه، وإن لم يتم؛ فلا أسف على فواته.
ولعل الله -سبحانه- يبدلك من هو خير منه، وينبغي الإكثار من دعائه، والتضرع إليه، ورفع الحاجة إليه؛ فهو القريب المجيب، والقائل تبارك وتعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر: 60}.
وهذا فيما يتعلق بالشق الأول من السؤال.
وبخصوص الشق الثاني، فما ذكرت من أحوال تعتريك أثناء الرقية، قد يشير إلى وجود شيء من السحر أو العين ونحوهما.
فعليك بالاستمرار في الرقية، والإكثار من ذكر الله، وتلاوة القرآن، والدعاء ليذهب الله -عز وجل- عنك ذلك كله، ويجعلك في عافية.
والله أعلم.