الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان عقد عملك يلزمك بالبقاء إلى الساعة الثالثة، فلا يجوز لك الانصراف قبلها إلا بإذن الإدارة، ويجب عليك الالتزام بمقتضى العقد الذي يحدد لك أجرتك، وواجبات عملك، لعموم قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ {المائدة:1}.
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه البخاري تعليقا، وأبو داود، والترمذي، وقال: حسن صحيح.
وقول القاسم بن محمد: ما أدركت الناس إلا وهم على شروطهم في أموالهم وفيما أعطوا. رواه مالك في الموطأ.
وأما مسألة الموسيقى: فأنت بحمد لله منكر لها، وتبتعد عنها بقدر المستطاع، وهذا القدر يكفيك؛ ومثل هذا مما تعم به البلوى في الأماكن العامة وغيرها، ويعسر الاحتراز منه، وهناك فرق في الحكم بين الاستماع الذي يقصده المكلف ويختاره، وبين السماع الذي لا يقصده المكلف ولا يختاره، وراجع في ذلك الفتاوى: 142457، 151823، 230323، 137998.
والله أعلم.