الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه إحدى آفات دراسة الفلسفة دون علم راسخ بأمور الدين.
فيقع الضلال بتحكيم العقل في العقائد، ومنها: الإلهيات، والنبوات، والغيبيات.
وراجعي في تفصيل ذلك، الفتاوى: 15514، 16115، 127345، 221035.
ومن الآثار الضارة لذلك ألا ينحاز المرء لأي دين! فيختلط عليه الحق بالباطل، ويزول من قلبه الفارق بينهما، وهذا هو الخسران المبين!
وأما جواب سؤالك، فيتلخص في أن الإسلام الذي بُعث به النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق المحض، وغيره من الملل باطل غير مقبول، وتتفاوت هذه الملل في البطلان بقدر مخالفتها للإسلام. وراجعي في تفصيل ذلك، الفتويين: 136005، 339955.
وإذا تقرر ذلك، عرف أنه ما من خير في ملة أخرى غير الإسلام إلا ويوجد مثله، أو خير منه في الإسلام.
فإذا تفرد دين، أو ملة بشيء لا يوجد في الإسلام، عرف أنه: إما باطل وضرر محض، وإما أمر مختلط وضرره أكبر من نفعه.
ومثال ذلك: الرهبانية وتعذيب النفس، واعتزال النساء، والانقطاع الكامل عن الدنيا، فهذا لا يوجد في الإسلام مثله، وضرره أكبر من نفعه إن وجد فيه نفع.
وعلى ذلك، فلا يبقى معنى لمحبة ديانة، أو صفات ديانة إلا على وجه الخطأ والانحراف.
وكذلك شأن سماع الترنيمة -التي هي الترتيلة، أو النشيد الديني المسيحي- إن فرض خلو معناها من الباطل، ففي كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ما يغني عنها ويزيد!
وتعمد سماعها مع العلم بشرك أهلها، فيه من الشر والبعد عن الحق ما فيه.
وانظري للفائدة، الفتوى: 20030.
ويبقى أن ننبه على أن احترام الأديان لا يعني تعظيم شعائرها، أو إقرارها، أو قبولها أو محبتها، وإنما يعني التعامل مع أهلها بمقتضى الشرع، فيحمدون على ما يفعلون من خير، مع بغضهم في الله. لكفرهم به.
فالمحبة النافعة هي محبة الله -تعالى- ومحبة من يحبهم، وبغض من يبغضهم.
وراجعي في ذلك، الفتاوى: 458968، 288202، 342721.
والله أعلم.