الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك على توبتك، ونسأل الله أن يثبتك ويشرح صدرك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وعليك أن تقدر ذلك المبلغ بحيث يغلب على ظنك أنك لم تأخذ أو تتسبب في إلحاق الضرر بالشركة بأكثر منه، ثم أعطه لأصحاب هذه الشركة أو ورثتهم إن كان أصحابها قد ماتوا، فإن يئست من العثور على أصحاب هذه الشركة أو ورثتهم فتصدق بهذا المال عن أصحابه، على أن يكون لهم الخيار إن عثرت عليهم بعد ذلك، إن شاءوا أمضوا الصدقة ويكون الثواب لهم، وإن شاءوا أخذوا هذا المال ويكون الثواب لك، علما بأن الظاهر من السؤال أنه يمكن العثور على أصحاب هذه الشركة، بدليل وجود موظف يعمل لحسابهم، وراجع الفتوى رقم: 43822.
ومحل ما تقدم إن كان أصحاب الشركة مسلمين، فإن كانوا كفارا، فإن عرفوا أو عرف ورثتهم إن كانوا قد ماتوا وجب إيصال هذا المال إليهم، وإن لم يعرف أحد منهم كان هذا المال فيئا ينفق في مصالح المسلمين، ولا يتصدق به عنهم، لعدم صحة الصدقة عنهم لأنهم كفار.
والله أعلم.