الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أبا ذر لم يعص عثمان مع كونه يخالفه في الفتوى في مسألة كنز المال، والسبب في ذلك أن أبا ذر قد أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما سيحصل له من البلاء، وأوصاه أن يسمع ويطيع مهما كان الأمر، فقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: ما لي أراك لقًّا بقَّا (أي كثير الكلام) كيف بك إذا أخرجوك من المدينة؟! قال: آتي الأرض المقدسة قال: فكيف بك إذا أخرجوك منها؟! قال: آتي المدينة، قال: فكيف بك إذا أخرجوك منها؟! قال: آخذ سيفي فأضرب به، قال: لا، ولكن اسمع وأطع، وإن كان عبدا أسود.. اهـ.
وهذا الحديث بهذا السياق فيه كلام، لكن آخره في صحيح مسلم وهو المراد، وراجع الفتوى رقم: 43158.