الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمسجد هو ما كان موقوفًا للصلاة فيه -صغرت مساحته، أو كبرت-. وقد بينا فرق ما بين المصلى والمسجد في الفتوى: 134316
وما دام هذا المكان مُعَدًّا للصلاة، ومباحًا لعموم المسلمين، فالظاهر أنه مسجد قد وقفه صاحبه ليكون مسجدا، فإن الوقف يحصل بالفعل، كما يحصل بالقول.
فمن حبس بقعة، وأذن للناس في الصلاة فيها، صارت بذلك مسجدا.
قال البهوتي في الروض: ويصح الوقف بالقول، وبالفعل الدال عليه عرفا، كمن جعل أرضه مسجدا، وأذن للناس في الصلاة فيه، أو أذن فيه، وأقام، أو جعل أرضه مقبرة، وأذن للناس في الدفن فيها، أو سقاية، وشرعها لهم، لأن العرف جار بذلك، وفيه دلالة على الوقف. انتهى.
وحينئذ: فيشرع لك صلاة تحية المسجد عند دخول ذلك الموضع، ولك أجر من مشى إلى المسجد كلما غدوتَ إليه، أو رُحْتَ.
والله أعلم.