الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتسوية الصفوف تكون بإلصاق المنكب بالمنكب والكعب بالكعب، ففي صحيح البخاري: باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف، وقال النعمان بن بشير: رأيت الرجل منا يلزق كعبه بكعب صاحبه، قال الحافظ ابن حجر في الفتح: واستدل بحديث النعمان هذا على أن المراد بالكعب في آية الوضوء العظم الناتئ في جانبي الرِّجل، وهو عند ملتقى الساق والقدم، وهو الذي يمكن أن يلزق بالذي بجنبه، خلافاً لمن ذهب أن المراد بالكعب مؤخر القدم، وهو قول شاذ ينسب إلى بعض الحنفية ولم يثبته محققوهم، وأثبته بعضهم في مسألة الحج لا الوضوء. انتهى.
وعليه؛ فتسوية الصفُوف تكون بإلصاق المنكب بالمنكب والكعب بالكعب، وكون عمر كان يسوي الصفوف بهذه الطريقة لم نقف عليه بخصوصه، لكن عمر رضي الله عنه كان معروفاً بحرصه على اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتثال أمره، والبحث عن أفضل طرق الخير وأكملها.
فلا يستغرب في حقه تطبيق هذه الكيفية في تسوية الصفوف ما دام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلونها امتثالاً لأمره صلى الله عليه وسلم، وللتعرف على أهمية تسوية الصفوف راجع الفتوى رقم: 18547.