الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يحفظك، ويتوب عليك، وأما التساهل في الاختلاط، والعلاقات المشبوهة، وتبادل الصور بين الرجال، والنساء بدعوى البحث عن الزوج المناسب، هذه دعوى غير معتبرة شرعا، بل هي من حيل الشيطان، التي أوقعت الكثير من الفتيات في الفواحش، والكبائر، ومستشنع الأحوال، فعليك بالتوبة الصادقة، وقطع خطوات الشيطان على نفسك، وعلى كل من يستغل هذه الأخطاء منك، حتى وصل بهم الحال إلى ما ذكرت من التهديد، والتحايل عليك، والبحث، والاستحلاف، والتنبيش على ما تعابين به، وكل ذلك لا يأتي لك بخير، حتى ولو كان ممن يدعي التدين، وحب القرآن، فعليك -أيتها المسلمة- بقفل باب الحديث عن هذه القاذورات بالكلية، والانشغال بطاعة ربك، وإصلاح قلبك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا هذه القاذوراتِ التي نهى اللهُ عزَّ وجلَّ عنها، فمن ألمَّ، فليستتِرْ بسترِ اللهِ عزَّ وجلَّ. أخرجه الحاكم، والبيهقي، وحسنه الألباني.
وأعلمي أن الله سبحانه قد شرع الولي للمرأة في الزواج لحكمة كبيرة: منها أن تظل بعيدة عن الرجال، محفوظة العرض، والكرامة، والمشاعر، فلا يستغلها أحد، ولا يعيرها، أو يشوه سمعتها أحد، بل يزوجها وليها لمن يصونها، ويسترها، ويراه كفئا لها، وتقبله هي، فإذا تجاسر عليك أحد الشباب، وطلب منك الزواج، فقولي له بكل حزم وصرامة: إن كنت جادا فأئت الأمر من بابه الشرعي، ثم أنهي معه هذا الحديث مباشرة، ولا تشغلي نفسك بالبحث عن وهم الحب، والزوج المناسب، فالمرأة في شرعنا حيية، عزيزة، مصونة، لا تتحدث مع الأجانب بما يجاوز حد الحاجة، والمعروف، قال الله مخاطبا أمهات المؤمنين -قدوة كل مؤمنة-: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا {الأحزاب: 32}.
وكلما ابتعدت المرأة عن الأجانب كان ذلك خيرا لها وأصون، وأكثر لها مصداقية عند صالحي الأزواج، فاقطعي علاقتك بكل من لا يحل لك، وكل من ينبش في ماضيك، ولا تحلفي على الكذب من أجل رجل لعله إذا عرف أنك قد كذبت عليه تركك من دون رحمة بك.
واعلمي أن ما كتب لك لن يفوتك، وما لم يكتب لك لن تصلي إليه، ولو حرصت على ذلك، ومن ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه، بفضله وكرمه، واشغلي نفسك بما يبعدك عن هذه الأفكار من حفظ القرآن الكريم، وصحبة صالحة، تعينك على طاعة مولاك.
والله أعلم.