الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا ننصح بترك الضرب ما أمكن، فإن التهذيب باللطف، واللين، خير من التهذيب بالشدة، والقسوة، ففي سنن ابن ماجه بتحقيق الأرنؤوط -3/ 152: عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خادما له، ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئا. والحديث صححه الأرنؤوط.
وإذا تعين الضرب وسيلة لعلاج الأولاد، فإنه يجوز ضرب من كان مستحقاً للضرب تأديبا له، وحضا على القيام بالواجبات، كما روى أبو داود: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر.
وذكر عبد الرزاق في المصنف: أن عائشة سئلت عن أدب اليتيم؟ فقالت: إني لأضرب أحدهم حتى ينبسط.
وجاء في الآداب الشرعية، والمنح المرعية، لابن مفلح -1/ 451: قال إسماعيل بن سعيد: سألت أحمد عما يجوز فيه ضرب الولد، قال: الولد يضرب على الأدب، قال وسألت أحمد: هل يضرب الصبي على الصلاة، قال إذا بلغ عشرا؟ وقال حنبل، إن أبا عبد الله قال: اليتيم يؤدب، ويضرب ضربا خفيفا، وقال الأثرم: سئل أبو عبد الله عن ضرب المعلم الصبيان، فقال: على قدر ذنوبهم، ويتوقى بجهده الضرب، وإن كان صغيرا لا يعقل، فلا يضربه... انتهى.
وأما عن ضرب المؤخرة: فلا نعلم ما يمنع منه إن كانت لا يخشى حصول الفتنة بضربها، وكان الضرب غير مبرح، ولم نطلع على نهي في أماكن ضرب الجسد؛ إلا ما ثبت من النهي عن ضرب الوجه، كما في صحيح مسلم 3/ 1673- عن جابر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الضرب في الوجه.
وفي الحديث: إذا ضرب أحدكم، فليجتنب الوجه. رواه أحمد.
وألحق أهل العلم بالوجه ما يخشى الهلاك، والضرر الشديد به، كضرب البطن، والمذاكير، وراجع الفتوى: 322105.
والله أعلم.