الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيجوز لك أن تتعبدي بقراءة القرآن، والحال ما ذكر، كما بيناه في الفتوى: 320359، وأما تعليم غيرك إن كنت تبدلين الحروف بغيرها، فلا نراه لك خاصة الأطفال؛ لأنه غالبا ما سيستقر في أذهانهم النطق المغلوط مما يصعب تصحيحه بعد، وتجنب هذه المفسدة متعين، ومن ثم فعليك أن تجتنبي تحفيظ القرآن، إن كان ذلك يؤدي إلى خلل في تعلم الآخذين عنك، ويمكن أن تشاركي المعلمة بحث الطفلة على المراجعة، وتشجيعها بطرق التشجيع المختلفة، وإسماعها الآيات المراد حفظها بصوت القراء المتقنين، ونحو ذلك من السبل، ولك الأجر على كل ما تقومين به من المعونة على هذا الشأن، سواء مع ابنتك، أو غيرها، ولك أجر تعليم ابنتك بلا شك، فإن جلبك المعلمة لها، ومتابعتك حفظها هو مما يرجى أن يكون صدقة جارية لك يعود عليك نفعها مدة حياة ابنتك، وأنت إذا نويت الخير، فلك أجر نيتك، فإذا علم الله منك أنك لو كنت قادرة على تعليم القرآن دون مفسدة راجحة لشاركت في ذلك، فإنه تعالى يثيبك على نيتك تلك، كما في الحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَدَنَا مِن الْمَدِينَةِ، قَالَ: إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَقَوْمًا، مَا سِرْتُمْ مِنْ مَسِيرٍ، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ فِيهِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، حَبَسَهُمْ الْعُذْر. أخرجه البخاري، والنصوص في هذا المعنى كثيرة.
والله أعلم.