الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي من الأمور التي لا تسقط عن الإنسان تحت أي ظرف من الظروف ما دام عنده عقل، ولكن الله تعالى من رحمته ولطفه بنا لم يكلفنا فيها ولا في غيرها إلا ما نطيق.
وعليه؛ فنقول: إذا كانت والدتك قد غلبها المرض بحيث تفقد عقلها ولم تعد تفيق حتى ينقضي وقت كل صلاة فلا تجب عليها الصلاة لسقوط التكليف عنها، لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل. رواه الترمذي وغيره.
وإن كانت تفيق مع بقاء وقت تؤدي فيه الصلاة ولو ركعة واحدة وجبت عليها تلك الصلاة، لقوله صلى الله عليه وسلم: من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة. متفق عليه.
فإن كانت معها بقية عقل بحيث تؤدي الصلاة لكنها تشك كثيرا في عدد الركعات فلا تلتفت إلى هذا الشك لحصول المشقة، فلتأخذ بالأكثر وتسجد سجدتين بعد كل صلاة ما لم تتيقن حصول النقص أو الزيادة، فلتأخذ باليقين، ويمكنك مراجعة الفتوى رقم: 19236، وتركها لصلاة الفجر إن كان راجعا لغياب عقلها فلا شيء عليها لسقوط التكليف عنها.
وإن تبين لكم أن ذلك للإهمال فلتنصحوها وتذكروها بخطورة التهاون بالصلاة، والتفصيل في هذا في الفتوى رقم: 1145.
والله أعلم.