الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما أصاب هذه الفتاة هو بقضاء الله وقدره، فعليها الصبر والاحتساب والرجوع إلى الله وعدم التسخط، وينبغي لها أن تلهج بقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
قال الله تعالى عن عباده الصالحين: [الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ] (البقرة: 156-157). وينبغي لأهلها السعي في علاجها بالطرق الشرعية، وأنفع علاج للمسحور الرقية الشرعية من كتاب الله تعالى، وما أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك. والقرآن كله شفاء نافع لمن آمن به وصدق.
ومن السور والآيات العظيمة النفع مع المداومة عليها:
سورة الفاتحة، وآية الكرسي، وسورة الإخلاص. والمعوذتين، والآيتان في نهاية سورة البقرة.
وللإنسان المسحور أن يذهب إلى إنسان آخر يرقيه رقية شرعية، فالعلاج من السحر يكون بالدعاء والالتجاء إلى الله العلي القدير جلت قدرته، وبقراءة الأوراد والأذكار الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث ورد عنه صلى الله عليه وسلم أذكار تقرأ في الصباح والمساء، وهذا أحسن ما يمكن للإنسان أن يصان به ويحفظ من الحسد والمس والجن والعين وغير ذلك، والحذر كل الحذر من الذهاب بها إلى السحرة والكهنة، فإنهم لا يزيدون المستعيذ بهم إلا مرضا، كما قال تعالى: [وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا] (الجن: 6).
وروى ابن ماجه بسند حسن عن عمران بن الحصين أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذه الحلقة؟ قال: من الواهنة، قال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا.
وأما الوصفات من أعشاب وعقاقير مباحة وزيت ونحو ذلك، فيجوز استعمالها في حل السحر وتجوز القراءة عليها، وأما كيفية معرفة المسحور فإن علامته الصرع أحيانا، تغير أخلاقه بغير سبب معلوم، ظهور بعض التصرفات غير المألوفة منه أحيانا، وغيرها كثير عدها صاحب كتاب "الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار".
والله أعلم.