الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
أ- أنت لا تعتبر مخطئاً في موافقتك للدكتور على إجراء العمليات لولديك، لأنك بذلك تريد شفاءهما، وطلب الدواء مأمور به، روى أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد من حديث أسامة بن شريك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم.
ب- دفنك الولدين دون ختان هو الصحيح، قال صاحب منح الجليل:..... لا يحلق له شعر ولا يختن ولا يقلم ظفره وينقى الوسخ من أظفاره وغيرها... انتهى.
ت- أنت لا تعتبر مخطئاً في تركك الطفل في رعاية طبيب كافر وممرضات كافرات، وحضورك موته أو حضور زوجتك لذلك ليس أمراً حتمياً ولا ضرر على الولد في موته بحضرة جماعة من الأطباء الكفار، فما فعلته -إذاً من البقاء مع زوجتك المنهارة صحتها هو الصواب، وما عللت به عدم إحضارها إلى المستشفى أيضاً تعليل حسن.
ث- واعلم أن الاحتفاظ بالصور -وإن كان الملتقط منها بالآلة محل خلاف بين أهل العلم- فإنه لا ينبغي إلا أن يكون لضرورة أو حاجة كالبطاقة الشخصية والجواز ونحوهما، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 1935.
خاصة أن هذه الصور تحملك على ما ذكرت من البكاء والحسرة، ثم إن البكاء على الميت دون رفع صوت مرخص به، قال خليل: يعد المسائل المباحة: "وبكى عند موته وبعده بلا رفع صوت وقول قبيح."
قال الشيخ عليش: فإن كان برفع صوت حرم ويسمى حينئذ بكاء.
وأما البكاء بسبب الشعور بالذنب والمسؤولية فهو أمر حسن، ودليل على انكسار النفس وصدق التوبة، ولكن عليك أن تتيقن أن لا ذنب عليك فيما ذكرته في هذا الموضوع، وأخيراً نرجو الله أن يجعل ولديك لك ولزوجتك سلفا وذخراً وفرطا وأجراً، وأن يثقل بهما موازينكما، ويعظم بهما أجوركما، وأن يلحقهما بصالح أبناء المؤمنين في كفالة إبراهيم، كما نسأل الله العلي القدير أن يمن عليكما بذرية صالحة تتعزيان بها عما أصابكما.
والله أعلم.