الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن الطلاق بيد الزوج لا بيد الزوجة، ولذلك يخاطب به القرآن الرجال، كما في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ {الطلاق: 1}.
وروى ابن ماجة عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطلاق لمن أخذ بالساق. وقد أورد ابن القيم هذا الحديث تحت قوله: حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الطلاق بيد الزوج لا بيد غيره.
والمعتبر نية الزوج فيما تعتبر فيه النية كألفاظ الكناية، ومنها قولك: اتصلي بأخيك ليأخذك.
وعلى كل فإن الأصل بقاء العصمة الزوجية، لا يلتفت إلى أي شك في حل هذه العصمة، وهذا بناء على القاعدة الفقهية:( اليقين لا يزول بالشك).
فلا تشغل نفسك بهذه العبارات التي صدرت منك أو صدرت من زوجتك، وخاصة إن كنت لديك شيء من الوساوس في الطلاق، فالوساوس مطلوب طردها والإعراض عنا لا تعزيزها في النفس.
ثم إن الموسوس إذا كان مغلوبا بالوسوسة لا يقع طلاقه ولو صدر منه صريح الطلاق، كما بيناه في الفتوى: 102665.
وننبه إلى أنه ينبغي أن يسود بن الزوجين الاحترام وحل المشاكل بالحوار؛ لتكون الحياة الزوجية مستقرة.
وينبغي الحذر من الطلاق ونحوه مما قد يؤدي إلى الفراق وتفتيت الأسرة.
والله أعلم.