الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا ننصح هذا الزوج -صاحب القصة- بمراجعة المحكمة الشرعية، أو مشافهة أحد العلماء بهذا السؤال. وعلى وجه الفائدة نقول:
أولا: الأصل أن يحسن الزوج الظن بزوجته، فيحمل أمرها على الصدق، حتى يثبت خلاف ذلك، وليكن على حذر من الشكوك التي لا تستند لدليل، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات: 12}.
ثانيًا: أن التعليق الذي حدث في الصورة الأولى، والمتعلق بكذبها عليه في الماضي أو المستقبل، لا يلغيه هذا التعليق الأخير، والذي ذكر أنه يتعلق بالمستقبل فقط، وأنه قصد به التهديد، وبناء على ذلك: إن كانت بذكرها لبعض الحقيقة قد كذبت عليه على الوجه الذي قصده، يكون قد حصل ما علق عليه الطلاق، فتطلق زوجته بذلك، ما دام قد كانت نيته بألفاظ الكناية إيقاع الطلاق.
ثالثًا: ننبه إلى أن الطلاق ليس السبيل الوحيد لحل المشاكل الحياة الزوجية، وينبغي استنفاد كل وسائل الحل الأخرى، وعدم المصير إلى الطلاق، إلا إذا تعين سبيلًا للحل.
رابعًا: ننصح بأن يحسن كل من الزوجين عشرة الآخر بالمعروف، وأن يتغاضيا عن الزلات، ويسود بينهما الحوار والتفاهم والعمل بما فيه مصلحة الأسرة واستقرارها.
والله أعلم.