الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فحق الوالدين على ولدهما عظيم، وبرهما من أوجب الواجبات، وأفضل القربات، كما أنّ عقوقهما من أكبر الكبائر. فالواجب عليك برّ أبيك، والإحسان إليه، والحذر من مغاضبته، ففي الأدب المفرد للبخاري عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قَالَ: (رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرب في سخط الوالد)
وعليك طاعته في المعروف، وانظر حدود طاعة الوالدين في الفتوى: 76303
واحرص على مخاطبة أبيك بالأدب، والرفق، والتوقير، والتواضع له، قال القرطبي -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء: 23}: فينبغي بحكم هذه الآية أن يجعل الإنسان نفسه مع أبويه في خير ذلة، في أقواله، وسكناته، ونظره. انتهى.
فإذا قمت بما تقدر عليه من حقّ أبيك؛ ولم يرض، وظل غاضبا دون مسوّغ؛ فلا يضرك غضبه في هذه الحال، وعليك مداومة برّه، والإحسان إليه. ولا يجوز لأبيك أن يهجرك فوق ثلاثة أيام، إلا لغرض صحيح، كالتأديب، أو الزجر عن منكر، وراجع الفتوى: 442387
وعلى أية حال، فعليك السعي في استرضاء والدك، والحرص على بره.
والله أعلم.