الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنهنئك، وعائلتك على ما أنعم الله -سبحانه- عليكم من نعمة الدخول في الإسلام، فما أكرمها من نعمة، ونسأله -عز وجل- أن يثبتكم على الحق، ومن أعظم ما يعين على ذلك -إضافة للدعاء- الحرص على العلم النافع، والعمل الصالح، وحضور مجالس الخير، وقد أحسنت بقطعك التواصل مع هذا الرجل.
ولا تكونين زوجة لهذا الرجل بمجرد أنه قد عرض عليك الزواج، وأنك وافقت على ذلك، ولا اعتبار لنيتك، أو نيته، بل المعتبر ما تعتقدونه نكاحا في دينكم، وعادة قومكم.
قال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: قد ذكر أصحاب الشافعي، وأحمد، كالقاضي، وابن عقيل، والمتأخرين أنه يرجع في نكاح الكفار إلى عادتهم، كما اعتقدوه نكاحا بينهم جاز إقرارهم عليه.... انتهى.
وعلى فرض صحة الزواج، فإن أسلمت، وبقي هو على الكفر، ولم يسلم حتى انقضت عدتك انفسخ النكاح بينكما.
قال ابن قدامة في المغني: إذا أسلم أحد الزوجين، وتخلف الآخر حتى انقضت عدة المرأة انفسخ النكاح في قول عامة الفقهاء.... انتهى.
فلا داعي للقلق، واستأنفي حياتك، كأن شيئا لم يكن. ولا حرج عليك في الدعاء بالزوج الصالح.
والمرأة تكون في الجنة لزوجها في الدنيا، إذا دخل معها الجنة، ولا تتمنى في الجنة غيره، ونرجو مطالعة الفتوى: 61352.
والله أعلم.