الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته من الذنوب تتفاوت درجته جدا، فمنه ما هو كفر -والعياذ بالله- كسب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومنه ما هو مختلف في كونه كفرا كترك الصلاة، وانظر الفتوى: 130853
ومنه ما هو فاحشة عظيمة موجبة لسخط الله تعالى كاللواط، وأما الغيبة: فاختلف في كونها صغيرة، أو كبيرة، والصحيح أنها من الكبائر، كما قال ابن عبد القوي في نظم الآداب: وقد قيل صغرى غيبة ونميمة... وكلتاهما كبرى على نص أحمدِ.. يعني الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
وإذا علمت هذا، فتوبة هذا الشخص لا تتم إلا بالإقلاع الفوري العاجل عن جميع هذه الذنوب، وشرط صحة توبته أن يقلع فورا دون تأخير، وأن يعزم على عدم معاودة تلك الذنوب، وأن يندم ندما أكيدا على ما فرط منه، وما كان متعلقا بحق آدمي، فلا بد من رد الحق إليه، وقيل في الغيبة إنه يكفي الاستغفار لمن اغتابه، وذكره بخير، وهو قول قوي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وتنظر الفتوى: 171183
وأما الندم: فطريق تحصيله، وما يتعلق بماهيته مبين تفصيلا في الفتوى: 134518فانظرها.
واعلم أن من تاب إلى الله توبة صادقة نصوحا تاب الله عليه، وغفر ذنبه -مهما كان ذنبه عظيما- كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى: 25}.
وفي الحديث: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
والله أعلم.