الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا القرآن إنما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو المكلف بتبيين ما يحتاج منه إلى التبيين، قال الله تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل:44]، وقال الله تعالى: وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [النحل:64]، والرسول عليه الصلاة والسلام قد بين الكيفية المأمور بها في الصلاة عليه، ففي الصحيحين من حديث كعب بن عجرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. وفيه روايات أخرى، فهذه هي الكيفية التي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يصلى عليه بها، ثم اعلم أن الصلاة معناها الدعاء، والدعاء لا يكون إلا لله، فنحن إذاً لم نردد إلا ما أرشدنا الله إليه.
والله أعلم.