الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نطق النبي صلى الله عليه وسلم ببعض أسماء من كان في اسمهم تعبيد لغير الله تعالى، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال: كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن. رواه مسلم.
وقال ابن القيم في تحفة المودود بأحكام المولود: فإن قيل: كيف يتَّفقون على تحريمِ الاسمِ المعبَّد لغير الله، وقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "تَعِسَ عَبْدُ الدِّينارِ، تَعِسَ عبدُ الدِّرْهَمِ، تَعِسَ عبدُ الخَمِيْصَةِ، تَعِسَ عبدُ القَطِيْفَةِ". وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"أنَا النبيُّ لا كَذِب أَنَا ابنُ عبدِ المُطَّلِب".
ودخل عليه رجلٌ وهو جالس بين أصحابه، فقال: أيُّكم ابنُ عبدِ المطَّلب؟ فقالوا: هذا، وأشاروا إليه؟
فالجواب: أمَّا قوله: "تعس عبد الدينار" فلم يُرِدْ به الاسمَ، وإنما أراد به الوصفَ والدعاءَ على من يعبد قلبُه الدينارَ والدِّرهمَ، فَرَضِيَ بعبوديتهما من عبودية ربّه تبارك وتعالى....
أمَّا قَوْله: أَنا ابْن عبد الْمطلب، فَهَذَا لَيْسَ من بَاب إنْشَاء التَّسْمِيَة بذلك، وَإِنَّمَا هُوَ بَاب الْإِخْبَار بِالِاسْمِ الَّذِي عرف بِهِ الْمُسَمّى دون غَيره، وَالْإخْبَار بِمثل ذَلِك على وَجه تَعْرِيف الْمُسَمّى لَا يحرم. اهـ.
وعليه؛ فلا بأس بذكر اسم الشخص المذكور في الدعاء، وكذلك من كان اسمه أعجميا.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى: 287167
والله أعلم.