الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت تائبا إلى الله، وحريصا على أكل الحلال، واجتناب الحرام، وقد بذلت ما تقدر عليه في سبيل ذلك؛ فلا حرج عليك -إن شاء الله- ولا تكون ممن لا يستجاب دعاؤه، أو ممن لا تقبل أعماله.
فاستعن بالله، ولا تعجز، واثبت على توبتك، وداوم على بذل الأسباب للكسب الحلال، ولا تيأس، واحذر من تخذيل الشيطان، ووساوسه.
واعلم أنّ الدنيا دار ابتلاء، وأنّ نزول المصائب والبلايا على العبد ليس دليلا على عدم رضا الله عنه، أو هوانه عليه، بل قد يكون البلاء دليلا على محبة الله للعبد؛ ففي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم:.. وإنّ الله إذا أحب عبدا ابتلاه..
واعلم أن خوفك من الحرام، وحرصك على الحلال، وطلبك لرضا الله؛ كل ذلك من علامات التوفيق ومن أعظم عطاء الله للعبد، فأبشر خيرا، وتوكل على الله تعالى، وأحسن الظنّ به، وأكثر من ذكره ودعائه، فهو لا يخيب من رجاه، ولا يضيع من توكل عليه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2ـ3}.
والله أعلم.