الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاكِ الله خيرا على حرصك على طاعة الله -تعالى- في أمره للمؤمنات بالستر، وإخفاء الزينة عن الأجانب، ونهيه عن التبرج، ونسأل الله أن يعينك على طاعته، ويهدي أمّك، وسائر أهلك، ويصلحهم.
واعلمي أنّه لا طاعة لأمّك، أو غيرها في الخروج بلباس غير ساتر، أو ضيق، والواجب عليك المحافظة على اللباس الساتر الذي يخفي الزينة، ولا يظهر المفاتن؛ ولا يصحّ أن تتهاوني في ذلك، أو تضعفي أمام محاولات أمّك منعك من الستر المطلوب، ومخاوفها من عواقبه التي تتوهمها.
فتفاهمي معها بأدب، ورفق، وبَيِّني لها أنّك لست مختارة لهذا اللباس برأيك، أو ذوقك، ولكنك مأمورة به من ربّ العباد، والتمسي من يكلمها في ذلك من الصالحات، واجتهدي في الدعاء لها، واحرصي على برّها، والإحسان إليها؛ فحقّها عليك عظيم.
واعلمي أنه ليس لك الخروج إلى الجامعة، أو غيرها، إلا بلباس ساتر يرضي الله، وتوكلي على الله -تعالى-، وأحسني ظنك به؛ فهو -سبحانه- يكفيك، ويجعل لك مخرجا، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 2ـ3}.
والله أعلم.